الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

ساعة

من الممكن
أن يصبحا صديقين
أن يذهبا معا بعد الدوام المدرسي
و في العطلات الصيفية
إلى حقول القمح المجاورة
حيث يكونان أخف من أن يخربا السنابل
أو يدنسا الأحلام
و أثقل من أن يطيرا مع الفراشات
فلا يعبأ بهما الدارسون النائمون
ولا يحفلان باقتصاد العالم
الذي يتضخم أمامهم
أن يلعبا أدوارهما الرئيسية
خلف الكواليس
فيقطف لها زهرة
كما يفعل أبطال السينما
و تحضر له شطيرة
كما تفعل الأمهات
و أن يركضا أسرع من ساعة تأكل الوقت
عائدين نحو حيهما الصغير
..ليصلا بعد عقدين
فيعد لها فنجال قهوة
برائحة الذكريات
و طعم العمر
و يشارك كل منهم بملعقة سكر
و يتذوقان حلوها
كل من شفاه الآخر
و يطيران مثل الفراشات
التي لم يطيرا معها منذ عقدين
فوق حقول القمح
هربا من الساعة
و الشرطة الأهلية
و قوانين الأحوال الشخصية
نحو دكان قديم
..يبعد عن الحي مسافة نصف قرن
فيشتري لها منه عكازا
و ساعة تعبت من الركض فتوقفت
و تشتري له طاقم أسنان
و لسانا ناعما غير لسانه
و يشتريان للسوى ألبوم صور فارغ
ينصب في صفحاته -بعد عمر- سرادق عزاء
يغيب عنه بعض الأصدقاء
لانشغالهم بالركض مع الساعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق