الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

خلود

من خواء الزحام تمتلئ المفردات
فلا تكتسب وزنا
ولا تعري حزنا
و لا تحمل مع النطق ما يطمئن التعب
و بلا سبب
يتحين الناطق منها: حياة أخرى
على هامش الموت
و انتظار متراخ لمنية بلا أوان
و ترقب متوان
لقصاص منتهاه:ما شاع من شجب
وبلا سبب
يكرر الصدى أسئلة:
ما منعك من إيجاز المسافة؟!
و من رد يديك عن نحرك؟!
ما ألهى عينيك عن ممالأة النور؟!
و بالنيابة عن الحضور
يرد الصدى: قل هو الخلود
حياة ممدودة بطول الوقت
محاصرةعلى حافة الأبد
فلا هي لازمة بداياتها
و لا متعدية على حدوده
منسوبة إليه كانت
و لم يكن اعتماد نسبها سوى ختم
يحمل صورة طائر يرمز للحرية
لكن الطيران -على الورق- هذب جناحيه
فلم يعد حرا و إن طار
حياة تحت الحصار
مشدودة بوصل الماضي الذي حدث
بمستقبل يعتريه العبث
دو أن تعلم
أن الحاضر لن يكون كما تتمناه
دون أن يقبله أحد ما حاضرا لا يتمناه
فيبلغ الخلود منتهاه
قبل البدء
دون أن تسكن فراشة السلام
على صدر الربيع
و دون أن تداعب أصابع السعادة
أوتار عود الحياة
و دون أن تطلق بنادق العمر على البؤساء
وابلا من الموسيقى
و دون أن يبدد ظلامَ الطريق
نورُ الهدى
فوجدتني أول ما وجدت
أبحر مع الريح أينما اتجهت
فلا تتذكرني الخرائط ولا المواني
و لا تلاحظني العواصف ولا الثواني
فلا أجد سببا للرقص
و أكتفي بغناء كل الرقصات
التي ابتلعتها ليالي الربيع
خضوعا لاتجاه الرياح
دون السماح
فرقصة اعتلت أسوار القاهرة
فأسقطت
و رقصة
داهنتها المخاوف
فداهمتها الأنظمة
و رقصة
تساقطت كالندى
على أوراق البنكنوت
فلم يلتقطها فرع ولا جذع
و رقصة هيأتها الظروف
فأفسدتها الخطط
و رقصة أنهكها الشطط
و رقصة أرهقها الخيال
و رقصة ... و رقصة ...
و كل رقصة تردد عن الصدى أسئلة:
ما؟ و من؟ ما؟ و من؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق