الخميس، 19 نوفمبر 2015

صمت


قَالَتْ
أَ
نَا رَبَّةُ الحِكْمَةِ المُشْتَهَاةِ

أُبَاهِي بِأَسْفَارِ عَقْلِيْ

بِنُوْرِيْ

بِنَارِيْ

بِكُلِّ الكَوَاكِبِ إِذْ تَتْرُكُ الأُفْقَ

كَيْ أَحْتَوِيْهَا كَأَقْمَارِ لَيْلِيْ

أَنَا رَبَّةُ البَوْحِ

لَمْ أُخْفِ عَنْكَ مَدَارِيْ

وَ كَيْ تَطْمَئِنَّ إِلَيَّ

سَأُهْدِيْكَ مِفْتَاحَ دَارِيْ

أَنَا رَبَّةُ الكَافِ وَ النُّوْنِ

فَاخْشَعْ

وَ كُنْ قَمَرًا قَائِمَ اللَيْلِ

إِذْ يَتَوَحَّشُ فُلْكِيَ

وَ اعْلَمْ بِأَنِّيْ

قَدْ احْتَلْتُ كَيْ أَكْتُبَ اللَحْنَ

ذَاكَ الذِيْ اقْتَحَمَ الصَّمْتَ فِيَّ

وَ أَنَّ الكَوَاكِبَ تَجْرِيْ إِلَى مُسْتَقَرٍّ لَهَا

عِنْدَمَا أَنْطَفِيْ

وَ النَّهَارُ الذِيْ فِيَّ: غَيْهَبُ لَيْلٍ

-أَتَعْلَمُ كَيْفَ يَكُوْنُ ظَلَامِيْ؟!-

وَ بَوْحِيَ مُتَّسِعُ البَابِ رَحْبُ الطَّرِيْقِ

وَ لَكِنَّهُ لَا يُؤَدِّيْ إلَيَّ

أَلَا إِنْ أَطَعْتَ

فَإِنَّكَ تَجْلِسُ فِي بَهْوِ عَرْشِي

و تَحْكُمَ شَعْبِي

و تَرْعَى خِرَافِي

و تَسْقِي وُرُوْدَ حَدِيْقَةِ قَصْرِي

مِنَ المُعْجِزَاتِ

-و مَا المُعْجِزَات؟!-

و إِنْ دَاعَبَتْكَ الأَمَانِيْ

إِذَا اللَيْلُ رَقَّ

فَإِنَّكَ تَعْرُجُ مِنِّيْ إِلَيَّ

فَمَا قَوْلُكَ الاّنَ؟!

أَنْتَ الَّذِيْ مِنْ لَظَايَ

تَعَلَّمْتَ كَيْفَ تَكُوْنُ نَبِيًّا

و كُنْتَ تَحُجُّ بِأَحْلَامِكَ السَّاهِرَاتِ

إلَى شَامَةٍ زَيَّنَتْ نَفْسَهَا

عِنْدَمَا اسْتَوْطَنَتْ قَدَمِيْ

ثُمَّ وَحْيِيْ

أَتُنْكِرُ؟!

أَطْرَقْتُ دَهْرًا أُفَكِّرُ

فِيْمَا تَلَتْهُ السَّمَاءُ ابْنَةُ الأَرْضِ

مِنْ اّيِهَا و مَزَامِيْرِهَا

و الأَغَانِيْ

و دَفْتَرِ أَشْعَارِهَا

و الَّذِيْ لَمْ تَقُلْهُ

وَ أَدْرَكْتُ

أَنَّ النِّهَايَاتِ مِثْلُ البِدَايَاتِ

وَاضِحَةٌ كَالسَّرَابِ

و بَاهِتَةٌ كَالضَّبَابِ

وَ أَنَّ البَيَادِقَ فِي الأَرْضِ تَفْنَى

عَلَى رُقْعَةٍ مِنْ نَهَارٍ وَ لَيْلٍ

فِدَاءَ مَلِيْكَةِ تِلْكَ السَّمَاءِ

وَ أَنَّ خُلُودَ الضَّحِيَّةِ

يَكْمُنُ فِي أَنْ تَعِيْشَ بِوَجْهٍ

كَكُلِّ الوُجُوْهِ سِوَى وَجْهِهَا

أَنْ تَصِيْرَ كَجَلَّادِهَا

عِنْدَمَا يَتْرُكُ السَوْطَ إِرْثًا لَهَا

ذَاتَ خَوْفٍ

و أَنَّ الخُلُوْدَ عَلَى ذِمَّةِ الخَوْفِ مَوْتٌ

كَمَوْتِ السَّمَاءِ,

الضَّحِيَّةِ ,

وَرْدُ الحَدِيْقَةِ ,

مَوْتُ النُّجُوْمِ ,

المَمَالِكِ ,

نِصْفُ الحَقِيْقَةِ ,

مَوْتِي أَنَا ..

فَاحْتَمَيْتُ مِنَ المَوْتِ بِالمَوْتِ؛

نَأْيًا عَنِ الحُبِّ و الحَرْب.

زُهْدًا و طَمَعًا ..

و يَأْسًا مِنَ المُفْرَدَاتِ العَقِيْمَةِ ،

نَقْضًا لِكُلِّ عُهُوْدِ السَّلَامِ القَدِيْمَةِ

يَا مَوْتُ أَقْبِلْ

فَلَنْ أَبْحَثَ الآنَ عَنْكَ

سَتَعْرِفُ وَحْدَكَ أَيْنَ أَنَا إِنْ أَرَدْتَ

سَأَعْرِفُ وَحْدِي بِأَنَّكَ جِئْتَ

فَلَا تَطْرُقِ البَابَ

لَا تَتَسَلَّلْ إِلَيَّ

تَأَمَّلْ قَلِيْلًا بِصَمْتِكَ

هَلْ مَزَّقَ الصَّمْتَ صَوْتُ صَلِيلِ الرُّؤُوسِ؟!

و هَلْ زَيَّنَ الدَّمُّ سَيْفًا؟!

أَرَدَّتْ يَدُ الثَّأْرِ مَيْتًا؟!

أَتَبْتَسِمُ الآن فِيْ وَجْهِ قَلْبِي ..

و تُظْهِرُ كُرْهًا لِقَلْبِ الغَرِيْبِ؟!

أَلَيْسَتْ قُلُوْبُ السُّيُوْفِ -الرُؤُوْسِ- سَوَاءٌ؟!

تَمَهَّلْ

وَ ذَرْنِيْ وَ مَا قَدْ تَرَكْتَ مِنَ الوَقْتِ؛

حَتَّى أَرُدَّ إِلَيْكَ تَمَلُّقَ تِلْكَ السَّمَاءِ ..

وَ حَتَّى أُزَيِّنَ صَمْتَك!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق