من وحي الخوف الغريزي
و على شرف الموت المبهم
و بلسان مسترسل في الغياب
أقيمت معابد الهلع
و تأسست حضارات الضباب
و أثقلت عبارات السماء الخفيفة
نواميس الحكام
و ساد الكلام
إلى أن طغى حضور الغائب
على غياب الحاضر
و لم يعد استحضار النور
كافيا لدرء الظلمة
و تسكين داء النفس
بلا لمس
و تعلقت قطرة الندى بأوراق الأمس
لتبحث عن أي نقص
بحثا دراميا
يلوم حرارة شمس الصباح
و صمت قمر المساء
و موسمية الشتاء
بحثا هائما
بعيون قبلتها جنوبية
عن حياة لا نهائية
و لسان حال
لا يضيق به السؤال
لسان يناديها من تحتها
ألا تخافي أو تحزني
و هزي إليك بجذع الشجرة
تساقط لك نجوما
و أسبابا للذكرى
و رجالا لا يتقاتلون
بفضل الفضيلة النسبية
ولا تطاردهم كوابيس الهزيمة
أمام الموت
فينتشون برفقة المساء و الماريجوانا
دون أن يتساءل أي منهم :-
هل تحرس الصحراء خيمتها فتطمئن؟
و هل تداعب أصابع الريح شرفتها فتشهق؟
و هل يعتني الليل الطويل بقطتها عندما تنام
حتى يتسنى لأحلامها
أن تلمع حتى الصباح و تنطفي؟
و هل يضرب البحر شاطئها محملا بالملح و الزبد؟
ألن تدوم ذكراها إلى الأبد؟!
وهل تموت الروح إن بقي الجسد؟!
و هل يمتلئ كأسها ماءا بلا مزن؟!
فتبحث في كومة السعادة عن إبرة الحزن
و تجدها عند كل بحث
لتقطب بها المسافات
و جبينها
و ستائر شرفتها
و ترتق فراغات الحياة
بقصائد كتبها الشاعر الذي مات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق