الجمعة، 27 نوفمبر 2015

وحدة

لأن الوحدة جميلة
أشاركها مع الوحيدين
هكذا أجد من يصدقني
عندما أكذب
فأخبرهم أن السماء زرقاء
صافية كقلوب العذارى
و أن النعيم ينتظر هناك
و أن الشمس عسلية
كعيون قتاة تركض معي
خلف اللاشيء
و أن الله -إن كان-
أحق أن يتبع
و أن الشر -إن جاز لي التعبير-
سيغرق مع آخر طوفان
و أن الوحدة جميلة
و لأنك وحيدة .. وجميلة
فربما أمسح عن خديك دمعة
و ربما نركض معا في شارع التحرير
خلف اللاشيء
و ربما نستظل بشجرة
إلى جوار الباب الخلفي
في يوم غير مشمس
و نلقي دعاباتنا السخيفة على العابرين
فتلقي إلينا حمامة عابرة
قطعتين من الحلوى
و ربما ندخن سويا
في شرفة الحروف
و ربما نتبادل القبل .. أو التعازي
و ربما أدفئ نهديك .. فيدفئاني
و ربما تطوف شفتاي بوادي جسدك
قبيل إعلان الوحدة
و ربما نتمادى قليلا ...
ربما تماديت كثيرا
فأنى لمنديل مخضب بدموع جنازة
أن يمتص دمعة أخرى؟!
و كيف لرئة أثقلها دخان العمر
أن تسع دخانا أكثر؟!
كيف لكف ستصبح قبل نهاية العام
باردة كجثة
أن تدفئ نهدا؟!
و أنى لإعلان الوحدة
أن ينفي وحدة وحيدين؟!
فلتكوني إذا
وحيدة .. و بعيدة
و لأني أملك الوقت
أهديك منه ساعة
بدلا من آلة زمن
فلتكوني إذا
وحيدة و بعيدة كالوطن
و لأني أحب الطيران
أهديك عنه فراشة
بدلا من تذكرة سفر
فلتكوني إذا
وحيدة و بعيدة كالقمر
و لأني أكتب الشعر
أهديك فيه ديوانا
بدلا من قصيدة
فلتكوني إذا
وحيدة و بعيدة
أبعد من أن أرسل باقة زهور
فأكتفي بإرسال غبار الطلع عبر الرياح
هكذا يصبح البعد حميميا
و هكذا تصبحين وحيدة و بعيدة
و جميلة
و لأن الوحدة جميلة
أشاركها مع الوحيدين
هكذا أجد من يصدقني
عندما أكذب
فأخبرهم أن الوحدة جميلة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق